محرقة الأفكار… شعب على الصليب

burning

من المؤكد أن الموت في سوريا أصبح يطرق جميع الأبواب وبعد أن كان ينتقي من ذهب إليه فقط أصبح يختار العالم وهي نائمة أو ذاهبة إلى أعمالها. ربما كنا جميعاً ومنذ اليوم الأول للثورة مؤمنين أن تحقيق هذا أهدفها لن يكون بالمجان ولن يأتي بالهيّن وأن دماء كثيرة ستسيل على طريق الوصول له. كتبت هذه التغريدات على تويتر قبل أسبوعين من بدء الثورة:

التاريخ يكتب الآن والأمم الراغبة بالحرية ستذكر كنبراس في هذه المرحلة هل هناك من يريد إضافة سطر آخر لصفحة المجد هذه؟ 25 شباط عبر تويتر @omarassil

إن من يمنعون الثورات السلمية يجعلون الثورات العنيفة حتمية” الرئيس الأميركي الأسبق كينيدي 27 شباط عبر تويتر @omarassil

الشعب يرفض أنصاف الحلول بعد أن يستعذب طعم الحرية ويرى بوارق النصر 28 شباط عبر تويتر @omarassil

 وجاءني رد من أحدهم أن “التاريخ وصفحات المجد لا تكتب إلا بالدماء فهل أنتم جاهزون لذلك؟”. ربما في أعماقنا كنا جميعاً مدركين أن هناك دماء ستسيل ولكن أصدقكم القول أنني لم أكن أتوقع أن تسفك هذه الكمية من الدماء وكنت ربما أتصور أن النظام سيسقط بعد أول ألفي شهيد. الحقيقة المرّة هي أن ضم أي مؤيد أو صامت للثورة يحتاج المزيد من العذاب والمزيد من الأسى.

هناك أناس تجذبهم بكلامك وهناك متابعة قراءة محرقة الأفكار… شعب على الصليب

ليلة إنضمامي إلى الجيش الحر

ليلة إنضمامي إلى الجيش الحر:

لا أنسى برودة تلك الليلة عندما كنت أقف على الحاجز أغالب النعاس وأحاول أن أتخذ القرار الذي فكرت فيه لأشهر. عشرة أشهر مرت على ما أنا فيه ومناظر الدماء وأصوات صراخ الأبرياء أصبحت أمراً يومياً اعتدناه وألفناه. ربما هي مئات الأمتار تفصل بين مكان وقوفي وبين مكان تواجد رفاقي في الجيش..من أصبحوا الآن في الجيش السوري الحر.

كنت أفكر أن أتبعهم منذ أسابيع ولكني إنتظرت حتى أذهب في إجازة كي أرى أبي وأمي فمن يعرف هل سأراهم بعد أن أخطو تلك الخطوات بإتجاه صحبي. أبي منذ أول زيارة لي بعد الثورة بثلاثة أشهر أخبرني صراحة أنه سيتبرأ مني إن استخدمت سلاحي ضد أبناء شعبي العزل وأمي كانت في كل مرة أزورهم تستحلفني أن لا أفكر بالإنشقاق لأنها لا تريد أن تحرم مني، كانت تقولها في كل مرة ولكن الغريب أنها في المرة الأخيرة لم تذكر ذلك واكتفت بضمي بشدة أكثر من كل مرة، منذ تلك اللحظة وأنا أفكر لماذا لم تستحلفني كالعادة؟ هل هي موافقة ضمنية منها؟ ..

متابعة قراءة ليلة إنضمامي إلى الجيش الحر