عاجل: إنهم مجرمون… إنهم طائفيون!

عاجل: إنهم مجرمون… إنهم طائفيون!

وما الجديد؟ وما الذي يغير من صراعنا معهم؟

 

لا أدري لماذا تختلط المفاهيم أحياناً وبعد أن يكون الموضوع من المسلّمات يصبح محل نقاش وأخذ ورد.

معظمنا شاهد تقرير الأورينت حول علويي تركيا ومظاهرتهم في أنطاكيا لدعم النظام القاتل نظام بشار الأسد (اضغط هنا للمشاهدة) ومعظمنا شاهد قبل ذلك الكثير من الدلالات الطائفية في الصراع

نعم هناك كم من الطائفية مخيف لدى من ظهر في التقرير وهناك كم من الطائفية مرعب أيضاً لدى الكثير من الشبيحة، ولكن هل يجعلني هذا مثلهم؟

بدأ البعض يتداول الفيديو على أنه دليل دامغ على الطائفية وحجة كي نكون طائفيين أيضاً وكأننا كنا ننتظر هكذا فيديو حتى نجزم بطائفية النظام وبعض أتباعه.

الموضوع بسيط بساطة مقارنة الطائفية بالإجرام، عندما يكون النظام مجرماً فهل هذا يعطيني الشرعية كي أكون مجرماً؟ عندما يكون ظالماً فهل هذا مبرر كي أظلُم أنا أيضاً؟ نعم الموضوع بهذه البساطة ولا أعرف لماذا عندما نأتي على ذكر الطائفية تتغير المعادلة وتصبح طائفية النظام مبرراً لطائفيتنا.

أنا سأبقى حفيداً لمن حارب الصليبيين وهو يسميهم بالفرنجة ويسمي حروبهم بحروب الفرنجة كي لا تختلط الرؤية عنده وتضيع البوصلة. مع أن الصليبيين أتوا بإسم الصليب وحملوه في مقدمة حملاتهم وأخذوا مباركة البابا عليها وسمّوها هم حروباً صليبية إلا أن أجدادنا رفضوا أن يحاربوهم بنفس المنطق كي لا يصبحوا مثلهم وأطلقوا عليها حروب الفرنجة لأن صليبية المحاربين هؤلاء لا تعني بالضرورة أن كل مسيحي هو مشارك في هذه الحروب الصليبية.

لو التف جميع العلويين حول النظام وبقى واحد إلى صفنا لرفضت أن تكون حربنا ضد العلويين بالمجمل. النظام وأتباعه مجرمون نعم، طائفيون نعم، ولكني لن أكون مثلهم

 —-

من الطبيعي في غمرة الأحداث ومع كثرة الإجرام أن نفقد الإتجاهات قليلاً وأن نفقد تركيزنا وهنا تأتي مهمة المجموع كي يذكر الفرد، ولكن المجموع بحاجة كل كلمة من كل فرد أيضاً ولهذا أكتب هذه الكلمات